الجمعة، 8 يونيو 2012

أنت الذي منحتهم موافقتك !! ...










{{ لا أحد يشعرك بالنقص دون موافقتك ... No One Can Make You Feel Inferior 

Without Your Consent }}


الإنسان هو المسؤول عن تحسين صورته أو تشويهها .. والناس من حوله ليسوا سوى مرآة 

لعكس الصورة التي صنعها بيديه

لذلك يجب علينا ألا نلقي اللوم على الناس فيما يقولونه لأننا نحن من سمحنا لهم بذلك منذ 

البداية



وعلى ذلك أصنف البشر إلى قسمين :


القسم الأول // هو من يظهر جمال روحه لمن حوله ,, حتى وإن كان أغلب من حوله 

يكرهونه إلا أنهم لن يكونوا قادرين على قول كلمة سوء عنه ... لأن كل ما يرون فيه هو 

الجمال (وجمال الروح ينبع من الأخلاق الحميدة) ... تماماً مثل رسول الله صلى الله عليه 

وسلم ,, كان من أحسن الناس خلقاً وبالرغم من كثرة أعدائه إلا أنهم كانوا يحترمونه 

ويقدرونه لما عرفوا فيه من نبل الأخلاق ,, ويكفينا الحوار الذي دار بين هرقل وأبي سفيان 

دليلاً على ذلك

القسم الثاني // هم من يظهرون قبح أرواحهم ,, ومثل هذا الصنف حتى لو أحبه كل العالم 

إلا أن كل مايرونه هو القبح بعينه (القبح في انعدام التعامل وليس في المظهر) ... فهو بذلك 

شوه صورته أمام نفسه أولاً فانعكست تلك الصورة في أعين من حوله فلا يملكون إلا أن 

يتحدثوا عما يرونه أمامهم

والمدهش أن كلا النوعين لا يتعمد إظهار صورته بهذا المظهر ...لأنه أساساً مفطور عليها !!

وبما أنه رضي بالصورة التي صنعها لنفسه فهو بالتالي قد منح من حوله موافقته لتناقل 

تلك الصورة سواءاً كانت جميلة أو قبيحة ...


هناك صنف أخير لم أغفل إدراجه ضمن القسمين السابقين لأنني أرى أنهم لا ينتمون أصلاً 

إلى جنس البشرية ولم أستطع حتى أن أجد لهم تصنيفاً في قاموس المخلوقات الحية ...

هذا الصنف من اللابشرية انعدمت فيه معالم الأخلاق ... هم لا يمنحون الموافقة ولا يبحثون 

عنها بل هم يصنعونها كيفما طاب لهم ... هذا الصنف من اللابشرية يحاول أن يظهر أمام 

الناس بصورة مزخرفة تكاد تصل إلى الكمال ,, وهو في الحقيقة لا يملك أي ذرة كمالية ,, 

فهو خادع لنفسه أولاً وللبشرية ثانياً ... وبما أنه فاقد للحياة (الأخلاق) فإنه يرى كل من 

حوله فاقدين لها وبالتالي فهو يتلذذ بتتبع الهفوات والزلات ونحت الصور المعاكسة لمن 

حوله ... والمصيبة أنه يظهر للناس بصورة الطفل البرئ ومن خلفهم يستحيل إلى وحش 

انعدمت منه معالم البراءة التي تمثلها ... هذا الصنف هو من أخطر الأصناف فسواءاً وافقت 

أم لم توافق ... حسنت صورتك أم لم تحسن فإنهم ينظرون إليك وكأنك إنعكاس لهم 

ويؤمنون بأنك فاقد للأخلاق مثلهم لأنهم لايرونك أنت بل يرون إنعكاس أرواحهم في عينيك ... 

هم العدو فاحذرهم !!

هناك تعليق واحد: