في أواخر 2013 بدأت في الاهتمام بمجال التصميم وتعلم بعض أساسياته, لم أكن واثقة تماماً مما أفعله وكنت أتردد كثيراً في متابعة المسار, إلى أن رأيت إعلان لمسابقة تصميم شعار "جمعية الغد", لم أنجذب لها في البداية لكن حين عرفت من هم لجنة التحكيم تحمست كثيراً للمشاركة, وخاصةً تحمست لوجود الأستاذة خنساء أبوناجي والأستاذ خالد سالم وفكرت بأنها ستكون فرصة أن أعرض عملي عليهم لتقييمه, أحببت كثيراً فكرة أن أتحدى نفسي وأن أخوض تجربة جديدة في هذا المجال الذي لازلت إلى الآن أجهل الكثير عنه .. حاولت لوقت طويل الخروج بفكرة لكن لم أصل لنتيجة وحين قارب الموعد على الانتهاء أحسست باليأس وتوقفت, لكن أختي إيمان أصرت علي بمواصلة المحاولة حتى اللحظة الأخيرة, جلست على أرض الغرفة واللابتوب أمامي وبقيت أقلب الأشكال وأدمجها وأرسم هنا وهناك إلى أن جائتني الفكرة أخيراُ واستعنت ببشرى في الحصول على بعض النقد ومحاولة تعديل اللازم ثم سلمت المشاركة قبل انتهاء الموعد المحدد بيوم!
أخبروني بالموعد المحدد للقاء وحصل أنهم أخطأوا في كتابة التاريخ وكنت الوحيدة التي استلمت الرسالة بالتاريخ الخطأ! حجزت الرحلات على الموعد في الرسالة ولم أكن وقتها أملك المال لتسديد مبلغ التذاكر ولم أرغب بأن آخذ المال من راتب التقاعد حتى لا أضيق على أمي في المصاريف ولأنني أيضاً أحب الاعتماد على نفسي, كنت وقتها أعمل على تصميم شعار لإحدى العميلات على أمل أن أستلم المال لتغطية التكاليف لكنني لم أكن قد انتهيت من التصميم حين وصلتني الرسالة لذلك طلبت من أخي علي أن يعيرني بطاقته الفيزا لتسديد المبلغ وهكذا حصلت على تذاكري المستعارة!
قبل موعد الرحلة بأسبوع وصلتني رسالة تذكرنا بأن "مساء اليوم هو موعد عرض الأعمال!" لم أصدق الرسالة في البداية وتوقعتها مزحة من أهلي إلا أنني تأكدت بأن الرقم كان رقم المنسق, اتصلت عليه مباشرة وتناقشنا لساعات, اعتذر مني عن الخطأ وحاول اقناعي باستخدام "سكايب" لاجراء المقابلة إلا أنني أصريت على الحضور وأخبرته أنني سأحاول اللحاق بأقرب رحلة أو أنه يجب عليهم تغيير الموعد .. بحثت في الرحلات ولم أجد, كان من الصعب جداً الحصول على رحلة في نفس اليوم وبتوقيت مبكر, وبعد عدة مكالمات تم تغيير الموعد إلى التاريخ الذي حجزت عليه سابقاً .. بقيت أترقب الموعد وأنا متوجسة كنت أفكر بأنه ربما هناك خطأ آخر لم أنتبه له وهذه المرة لن أقدر على تصحيحه, لكنني في النهاية طردت عني هذه الأوهام وركزت على التجهيزات للرحلة.
قبل موعد الرحلة بأسبوع وصلتني رسالة تذكرنا بأن "مساء اليوم هو موعد عرض الأعمال!" لم أصدق الرسالة في البداية وتوقعتها مزحة من أهلي إلا أنني تأكدت بأن الرقم كان رقم المنسق, اتصلت عليه مباشرة وتناقشنا لساعات, اعتذر مني عن الخطأ وحاول اقناعي باستخدام "سكايب" لاجراء المقابلة إلا أنني أصريت على الحضور وأخبرته أنني سأحاول اللحاق بأقرب رحلة أو أنه يجب عليهم تغيير الموعد .. بحثت في الرحلات ولم أجد, كان من الصعب جداً الحصول على رحلة في نفس اليوم وبتوقيت مبكر, وبعد عدة مكالمات تم تغيير الموعد إلى التاريخ الذي حجزت عليه سابقاً .. بقيت أترقب الموعد وأنا متوجسة كنت أفكر بأنه ربما هناك خطأ آخر لم أنتبه له وهذه المرة لن أقدر على تصحيحه, لكنني في النهاية طردت عني هذه الأوهام وركزت على التجهيزات للرحلة.
حين وصلنا الرياض, كنت متحمسة جداً لهذه المدينة الجديدة أنظر في كل مكان أحاول ألا يفوتني شئ منها, استقبلنا أخي في المطار ثم انطلقنا إلى حيث يقيم وبقيت أتحدث مع بناته خلود ووعد لوقت متأخر وبعد يومين جائت بدرية لتضيف المتعة لأحاديثنا .. تحدثنا كثيراً وفي الأغلب عن المقابلة وعن الأماكن التي سنزورها, وضعنا خطة للمقابلة وقررت خلود مرافقتي حتى لاأبقى لوحدي في صالة الانتظار, راجعت معي ما سأقوله وفي الحقيقة لم أكن قد جهزت شيئاً لأقوله ولم أكن قد انتبهت لذلك إلا حين سألتني فبقينا ننسق الكلمات وكانت تطرح علي بعض الأسئلة العامة عن الفكرة والألوان والخط وما إلى ذلك, ورغم أننا الاثنتين لم نكن نملك خبرة كافية في المجال إلا أننا خرجنا في النهاية بنتيجة مقبولة.
حان الموعد, اتجهنا لقاعة الصفوة بمركز نيارة حيث كان في استقبالنا مجموعة شباب من الجنسية اللبنانية للترحيب بنا وإرشادنا لمدخل القاعة, كنت أقول لأخي هذا الترحيب لا يليق إلا بالأميرات "لسانهم معسول"! كنا تقريباً أول الواصلين وجلسنا في الصالة ننتظر البقية والشباب يعملون على تجهيز البوفيه, وصلت اللجنة وبعدهم اثنتين من المشاركات كان واضحاً عليهما الاحتراف وكانتا تتحدثان عن أمور في التصميم لم أفهمها, كنت أنظر لخلود بتعجب وهمست لها "شكلي غلط بينهم" .. جاء المنسق للتعرف علينا وحين أخبرته أنني عائشة فرح ورحب بي بشدة, ثم قال بأنني سأكون أول من سيعرض على اللجنة, كنت متوترة حين دخلت القاعة ورأيتهم أمامي, أخبرهم المنسق أنني جئت من جازان من أجل العرض, كانوا متفاجئين جداً وحين سمعت كلماتهم الترحيبية وحماسهم شعرت بالاطمئنان ومع ذلك كان قلبي ما يزال يدق بسرعة وبدأت العرض وأنا لا أزال أحمل بعض التوتر لكنني بعد دقائق انسجمت مع الشرح وذهب كل ما شعرت به .. بعد أن انتهيت من العرض بدأت اللجنة بطرح الأسئلة وأجبت على ما استطعت منها وبعضها كنت أخبرهم ببساطة أنني "لا أعرف", في المجمل أعجبوا بالفكرة وباختيار الألوان وامتدحوا العمل كونه أول تجربة حقيقية لي, أعطوني بعض الملاحظات وطلبوا مني العمل عليها ثم شكروني على الحضور وتقديم العرض .. خرجت من القاعة وأنا متفائلة وكنت أرغب في رؤية أعمال البقية لكن ذلك لم يكن متاحاً, عدنا للشقة واستمتعنا بوقتنا وقابلت بعد ذلك الأستاذة خنساء في احتفالية "القرقيعان" وأعطتني معلومات كثيرة تفيدني في المجال وفي البناء على الملاحظات التي قدمتها لي .. وبعد جولة سريعة في الرياض عدنا لجازان وبقيت لفترة على تواصل مع اللجنة المنسقة وسلمتهم العمل بعد التعديلات ثم انتظرت!
مرت تقريباً سنة ولم يصلني أي خبر أو رد على الإيميلات والرسائل التي أرسلتها, توقعت أنهم قد أتموا كل شئ واختاروا الفائز بدون إطلاعنا بالنتيجة كما يحصل في غالب المسابقات, فتوقفت عن السؤال وكنت قد أخبرت نفسي أنني حققت الهدف الذي سعيت من أجله وهو عرض العمل ولقاء اللجنة وهذا لوحده انتصار كبير بالنسبة لي.
في أوائل نوفمبر وصلني اتصال من مكتب سكرتيرة الأميرة نوف بنت فيصل, وقفت للحظات في مكاني لا أعرف سبب هذا الاتصال المفاجئ لأنني كنت قد نسيت تماماً أمر المسابقة, لكن عادت إلي ذاكرتي حين تلقيت المباركة من الأستاذة سوزان وتذكرت أن الأميرة هي رئيسة الجمعية. طلبت مني الحضور في اليوم التالي لمقابلة الأميرة وحين أخبرتها أنني لست من سكان الرياض قالت لي أن الإدارة ستتواصل معي .. أنهيت المكالمة وأنا لا أزال متسمرة في مكاني وحين استوعبت كل شئ صرخت بأعلى صوتي من أجل هذا الانتصار! بعد عشر دقائق تقريباً اتصلت الأميرة نوف لتهنئتي وسألتني بعض الأسئلة حول الشعار, كانت مسرورة جداً حين علمت أنني من جازان وأخبرتني أن "قافلة الغد" ستكون متواجدة في جازان وسيكون تدشين الشعار وتكريمي في هذا الحفل, ارتحت جداً حين عرفت أنني لست مضطرة للسفر لأنني وقتها كنت مشغولة بتجهيزات ملتقى بيهانس في جازان.
بعد أيام وصلتني الدعوات الخاصة من الأميرة وحين جاء موعد الحفل جمعت حولي كل الأشخاص الذين ساعدوني للوصول إلى هذه المرحلة وخصصت الدعوات لهم, وعندما تسلمت الجائزة من أمير المنطقة قال لي بأن هذا إنجاز رائع كوني الفائزة من بين 250 مشارك, صراحةً لم أعرف عن عدد المنافسين إلا في تلك اللحظة!
يالها من تجربة! وفي الحقيقة لم يكن هذا الفوز لي لوحدي بل كان فوزاً للجميع لأن كل واحد منهم شارك في تحقيقه ولا أظنه كان ممكناً لولا هذا الحب الذي غمروني به, كل ما قدموه لي كان بدافع الحب وهذا ماجعلني أواصل للنهاية, سأبقى ممتنة لهم جميعاً .. لأمي وأبي وأخوتي وأخواتي وبنات أخي الجميلات وللصديقة بشرى ولمعلمي وليد .. كل الحب لكم :*
*لمن يرغب بمشاهدة التصميم, هذا هو التصميم الذي تمت المشاركة به:
https://www.behance.net/gallery/24965643/_
وهنا الشعار والهوية التي تم اعتمادها وتدشينها في حفل القافلة بجازان:
https://www.behance.net/gallery/31809675/_