الأربعاء، 6 يونيو 2012

عقول بزخرفات خاوية !! ..





{{ أناقة لسانكـ هي ترجمة لأناقة أفكاركـ ... فلا ترفع صوتكـ بل ارفع مستوى كلماتكـ }}


قابلت في حياتي العديد من الناس يجيدون تنميق الكلمات وزخرفتها على الأوراق ... يكتبون خواطر وأشعار وكتابات توحي لك بأن الشخص الذي رسمها يملك فكراً مميزاً ... وتظن أنك قد عرفت هذا الشخص وقرأت ملامحه جيداً من خلال ما سطر في تلك المدونات ... لكنك مجرد أن تحاول خوض حوار معه تجد أن تلك العقلية لا تحمل أي فكر البتة !!


كثيرة هي مواقفي مع مثل هذا الصنف من الناس ... إلا أن هناك موقف طغى على البقية ولن أستطيع أن أنساه ...


جلست ذات مرة مع أحد أصحاب العقول المزخرفة لنتحاور في أزمة مرت بجماعة من الناس وكنت جزءاً منها ... كنت أعتقد أن العقل الذي أمامي يستطيع استيعاب كلماتي أو على الأقل احترام آرائي ... بدأت حديثي مع العقل المتلبس بقناع الرزانة ... كانت كلماتي بسيطة جداً وغاية في التأدب تقديراً للعقل الذي أحاوره وتقديراً لعقلي قبل كل شئ ... خلال حواري شرحت للعقل المقنع أحداث تلك الأزمة وأبعادها وحاولت أن أربط ما حصل بحياة النبي الكريم تذكيرا بأخلاقه وتعاملاته حتى يكون كلامي أكثر اقناعاً ... لم أكن في الحقيقة أرجو منه أن يقتنع بما أقول لأننا نتحاور وكل منا له الحرية في التحدث عن رأيه والإقتناع بما شاء .. كل ماكنت آمل أن أتلقاه هو حوار عقلين متأدبين بأخلاق الإسلام وآداب الحوار ... لم أتوقع يوماً أن الزخرفة التي آراها أمامي خلفها مساحة فكر خاوية !!


بعد أن أنهيت طرح رأيي ... كنت أنتظر رد ذلك العقل بشوق ... وكانت الصدمة !!


تلقيت رداً لا أستطيع وصفه لبجاحته ... ظننت للحظات أنني أعرف محدثي تمام المعرفة مما سطره أمامي مذ تعارفنا ... أيقنت حينها أن ليس كل ما يلمع ذهباً ... وليس كل من قدر الورق بأفكاره المنمقة , يقدر البشر ... شعرت للحظات بالغضب من الرد الذي تلقيته ... أقلها لو أظهر لي بعض الإحترام ... إن لم يكن تقديراً لما قلت فليكن تقديراً لمن هو أكبر منه !!


كان أفضل رد حينها هو الصمت ... فقد رأيت أن العقل الذي أمامي لم يعد يستحق أي تقدير ... ولم أستطع احتمال فكرة أن ألوث عقلي بمجادلة مع شخص لايستحق الاحترام !! ... فقررت المغادرة دون أن أضيف حرفاً واحداً ...


شعرت بالأسى نحو ذلك العقل المقنع ... وتعجبت كيف للبشر أن يحترموا الأوراق ويسطروا فيها أجمل الكلمات ويرسموا فيها فكراً عظيماً , ولا يستطيعون أن يحترموا من يستحق الاحترام من جنسهم ... أم أنهم يشعرون بأنهم ينتمون لتلك الأوراق أكثر من انتمائهم للبشرية !!

هناك 6 تعليقات:

  1. في الواقع هناك فجوة حقيقية بين المثقف والمتلقي تسببت في صنع عقليات وهمية لم تضف لمنجز الوعي الثقافي أكثر من (العدد). وستجدين الكثير منهم ياعائشة فلا يخدعنك الشكل...
    بالنسبة لبنية المقال: تمنيت أنك استحدمت أسماء الإشارة في أماكنها لتتجنبي الوقوع في الحشو فقط . السرد لديك جيد وأنت تملكين أغلب أدوات الكتابة ياصديقتي.

    ردحذف
    الردود
    1. تشرفت بتواجدك وتعليقك أستاذ صالح ,, سأحاول الانتباه لذلك في المرات المُقبلة ,, شُكراً لك =)

      حذف
  2. اتوقع هناك ازمه بين مايكتبه الشخص وبين حياته الواقعيه. نجد تناقض واعزو الامر ان التناقض سببه انه يكتب لارضاء الناس

    ردحذف
    الردود
    1. ربما هو كذلك .. شكراً لتواجدك.

      حذف
  3. هو يبحث عن رضا الآخرين
    وأنت تبحثين عن رضا ذاتك
    لن تلتقيان

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً, أدركت ذلك بعد ردة الفعل!

      حذف