الخميس، 1 يناير 2015

هوية






" معظم الناس يُعرّفون بالآخرين, أفكارهم هي آراء شخصٍ آخر, حياتهم ليست إلا تقليد ومشاعرهم ليست إلا اقتباس" -أوسكار وايلد.



(هذه التدوينة أسجلها كختام للعام الماضي وكبداية للعام الجديد لأن فكرتها جاءت في الساعات الانتقالية بين العامين, بعد أن استمعت لحديث الدكتور سعيد السريحي في محاضرته التي ألقاها بالنادي الأدبي البارحة)


بدايةً أنا لم أعرف من هو السريحي ولم أحضر لأنني أريد الحضور للسريحي وإنما حضرت فقط لأن عنوان المحاضرة كان ملفتاً "البحث عن هوية في عالم مختلف" وبحكم اهتمامي بالهويات التجارية وتكوينها "Branding أو الإيسام" فقد حركني فضولي للذهاب لعلني أستطيع أن أصل لقاعدة معينة تربط بين تكوين هوية الفرد وتكوين هوية المؤسسة. قاعدة أستطيع أن أسير من خلالها بثبات وليس لأفرضها على الآخرين.

ما كان يجذبني في الشركات, العالمية منها قبل المحلية, هو قدرتها على الرسوخ والتجديد في ذات الوقت, قدرتها على جذب جمهور متعدد الطبقات والإتجاهات والأفكار, كنت أفكر بأن ما يجعلها موجودة بيننا لسنوات ولم تنقرض هو أنها تقف على رؤية وأهداف واضحة وأن العاملين لديها يتشاركون هذه الرؤية ويعملون على تحقيق الأهداف.

لا أذكر بوضوح الكلمات التي قالها الدكتور في ورقة العمل التي ألقاها لأنها كانت كلمات أدبية ثقيلة وعميقة ولست من أهل الاختصاص رغم أنني أحبذ مخاطبة الناس بلغة بسيطة,  فالحضور برأيي يجب أن لا ينحصر فقط على "الثقافيين" لأن الأفكار تتوالد وتترابط مع بعضها من أي سربٍ جاءت لذا كلما كانت اللغة بسيطة كلما جذبت عدد أكبر من الجماهير. مع ذلك فهمت تقريباً أغلب ما أراد أن يوصله لنا واستطعت الوصول لفكرة ربما تعطي مفهوم واضح للهوية أو بالأحرى رسوخها -على الأقل بالنسبة لي-

أي شئ في العالم يتكون من كليات تتخللها الجزئيات والتفرعات الثانوية, عندما ترسم الهوية بطريقة مرتكزة على الجزء ولنقل في هذه الحالة مثلاً القضايا الحقوقية -بما أننا نتحدث عن الهوية الفردية- فإن هذه الهوية تتشتت تماماً حتى وإن كانت تحمل بعض من الثبات بداخلها. لكن عندما يرسم الإنسان هويته تبعاً للكل فإن هويته تبقى ثابتة وفي ذات الوقت تتقبل كل جديد يأتيها, هذا الكل الذي يُعرف الهوية هو الغاية أو الهدف من الوجود وما دونه هو فروع ثانوية تتبعه, بمجرد يتحقق الكل يتحقق الجزء وتبقى الهوية متكاملة ومتجددة في آن معاً وهذا هو ما حققته الشركات على مستوى العالم بتركيزها أولاً على الأهداف لا الأحداث.

لا تدع أي شخص يُعرّفك, لا تتبع أحد, لا تتبع الاتجاهات والتيارات المتناثرة, أنصت لداخلك, افهم نفسك, حدد أهدافك, هدفك يُعرّفك, غايتك من الوجود هي هويتك, هويتك العالمية.

هناك تعليقان (2):

  1. اقرأي آخر مقطع من المقال بتركيز
    وصية

    ردحذف
    الردود
    1. هو بالضبط المهم حتى تكون متفرد

      حذف